2011/10/03

فيما كنت أسير

إن المسلم لم يُخلق ليندفع مع التيار، و يساير الركب البشري حيث اتجه و سار، بل خُلق ليوجه العالم و المجتمع و المدينة، و يفرض على البشرية اتجاهه، و يملي عليها إرادته، لأنه صاحب الرسالة و صاحب العلم اليقين، و لأنه المسؤول عن هذا العالم و سيره و اتجاهه، فليس مقامه مقام التقليد و الإتباع، إن مقامه مقام الإمامة و القيادة، و مقام الإرشاد و التوجيه، و مقام الآمر و الناهي
* محمد إقبال

2011/03/04

حياوات ُ توقفت

قال لي و نحن في الطريق ..
لدي ّثلاث خالات .. فلانه و فلانه و فلانه
فأجبته بأني لم أشاهد سوى اثنتين !
قال : الثالثة قد توفيت منذ زمن قريب في متوسط عمرها, و لها من الأبناء أربعة : فلان و فلان و فلانة و فلان
و زوجها هو فلان تربطنا به معرفة قديمة و يعمل في كذا .... الخ
و هو يسرد لي حاضر زوجها و أبنائها ,
لم أخطو خطوة واحدة عند كلمة (توفيت) لازلت قابعة هناك عاجزة عن مجارات تقدم أحداث حديثه.
صحيح بأنها توفيت , لكن البشر يهمشون موتاهم و كأن شيئا ً لم يكن
أليس من الأفضل لو قال لي , بأن له خالة عاشت طفولة بيضاء في زمن أبيض إلى أن وصلت لعمر المراهقة لكنها تزوجت حينها لأن الفتيات في ذلك الوقت يتزوجن بمجرد انقضاء الطفولة و بعدها بعام أنجبت ابنها الأول و اذكر حينها كيف كانت فرحتها و كيف ان امي كانت تزورها في بيتها القريب البعيد و تأخذني معها و كيف أني كنت حريصا ً على زيارة بيتهم بسبب السدرة في زاويتهم الشرقية المثقلة بما لذً و طاب و ما لبثنا عامين حتى أنجبت ابنها الثاني ثم الثالث فالرابع , و عاشت معهم فوق ذلك 7 سنوات ثم توفيت
عندها أعتقد بأني سأتمكن من مجارات حديثه و الترحم عليها.

2010/12/12

لو (لم) أدخل المدرسة !


ماذا كان سيحدث ؟!

أستطيع تذكر شخصيتي قبل ارتيادي للمدرسة !

كنت .. حقيقيّة ! كنت عقلانيّة أكثر
كنت متزنة ً في تصرفاتي و ردات فعلي !
لم أكن أخاف من أي شيء
كنت كثيرة الأسئلة .. أسأل عن الله , عن الجنة , لم أكن أسأل عن النار .

كنت أتصفح يوميا ً موسوعة عالم البحار و عالم الحشرات
كنت أشير إلى صور الحيوانات و أسأل أبي عن أسمائها و كان يجيبني في كل مرة , لو كنت مكانه لفقدت صوابي .. ليحفظك الله يا أبي .
كنت أتصفحها غالبا ً وقت الصباح , نكون قد استيقظنا من النوم أنا و اخي عبد الرحمن و يكون والدي ّ وقتها قد ذهبا للعمل
أحب أن أقلب أوراقها برفقة عبد الرحمن و أن نتفحص الصور .. صورة صوره ..
الطريف في الموضوع أنه كان يراني (بروفيسورة علم كل شيء) كان يسأل و أنا أجيب عن كل شيء
نصف اجاباتي صحيحة و النصف الآخر كان (تأليف)
لم أكن أعرف كلمة "مدري"
فـ كل شيء ممكن .


كنت اجتماعية .. كنت اعقد الصداقات بسرعة الريح
كنت أضحك كثيرا ً و ألعب إلى أن أنام .. و قبل أن أنام , كنت أخطط لما سألعبه غدا ً !


كنت أحب الكتب ..
أفتحها و أوهم نفسي بأني أقرأ , خصوصا ً تلك الكتب باللغة الإنجليزية التي تخص أبي ..
كنت أقرأها بصوت عال ٍ
و أصنع في هوامش الصفحات خطوطا ً ملتوية بالحبر الأزرق الناشف ثم آخذ الكتاب و أريه أبي و أقول : انظر أنا أكتب الإنجليزية !
و هو يبتسم و يلقي علي ّ المديح .

و كنت أحب الرسم أيضا ً !

كنت أبحث عن الكتب , و الآن الكتب تبحث عني
كنت أرسم , و الآن الأيام ترسمني

-----

و لكي لا أكون جاحدة ..
أضافت لي 16 عاما ً من الدراسة القسرية أربعة حكم جوهرية :
1- تعلمت في الإبتدائية ( الخوف يبقيك حيا ً )
2- في المرحلة المتوسطة ( لا مفر ّ من الموت )
3- في المرحلة الثانوية ( لا جدوى من الحياة )
4- المرحلة الجامعية أفسدت علي ّ كل شيء دون الخروج منها بشيء .. تعلمت شيئا ً واحدا ً فقط في يوم التخرج :

أن التغريب انتهى , و حآن الآوان للعودة من جديد .



* استبصار :
حاليا ً , ثلاثة أرباع حديثي "مدري" و الربع الأخير "يمكن".
هل يحق لي أن أرفع قضية ضد المدرسة ؟!



.

حديقة الدِفـِّي

بالتأكيد كل من زار الجبيل الصناعية سيعلم ماهي "حديقة الدِفِّي" ..
هي مكان من الأماكن الروحيّة في ذاكرتي تأسست فيها - في ذاكرتي - عام 1992 م / 1412 هـ حينما كنت في الخامسة من عمري .
في الحقيقة أود ّ أن أعلم فعلا ً متى أنشأت و الأهم من ذلك أود أن أعرف لم َ سميت بذلك ؟!
كنا في زيارة لعمي الذي يقطن هناك لقضاء الإجازة الصيفية و بالرغم من أنني لم أكن مرتبطة بعد بأي إجازة صيفية و لا شتوية لا من قريب و لا من بعيد , إلا أني أعي تماما ً ما تعنيه الإجازة الصيفية .
كنا نسميها (العطلة الطويلة) و كانت المرادف الوحيد لـ (سعة الصدر و الوناسة)


قبل يومين زرت حديقة الدفي و تفاجأت بأن الحديقة لازالت في عيني من أجمل الحدائق في العالم - حتى لو لم أشاهد أيا ً من حدائق العالم ! - , عشبها رطب و يابس , أخضر و أصفر , أشجارها عشوائية , إناراتها بيضاء , و بعض الأراجيح , رائحة البحر و إحساس الرطوبة و هناك ذاكرتي و طعم الطفولة .
كان هناك طعم حقيقي ّ في لساني .

كنت في الخامسة , كنت طفلة , ولكني في ذلك الوقت لم أكن يوما ً ما أنا عليه الآن !

من العجيب حقا ً أن يتذكر الإنسان طفولته المبكرة و تبقى معه هذه الذكرى إلى أن يموت أو يفقد عقله , وأعني بالمبكرة تلك التي في عمر السنتين أو الثلاث .

منذ فترة قريبة , و نحن نشرب (شاي العصرية) سألت أمي عن مشهد في ذاكرتي يبدو لي كحلم أقرب منه إلى الحقيقة و عندما أستعرضه في رأسي يظهر لي بصورة ضبابية ظلاليّة , كان المشهد أني أرى نفسي و أنا صغيرة في غرفة والدي ّ في بيت جدي , كنت أرى نفسي أني كنت مستيقظة من نومي على فراش كبير مفروش على الأرض و كان في زاوية معينة من الغرفة و كان في الغرفة أشياء أخرى أتذكرها .. ثم رفعت جسدي بصعوبة - يبدو أني كنت حديثة المشي و كنت أرتدي حفاظة !! - اتجهت بعد ذلك إلى الدرج و لم أتعلم بعد كيف أنزل منه لوحدي , و قفت هناك عاجزة ثم بكيت (.) نقطه .. انتهى


و صفت لأمي كل شيء كنت أراه بالتفصيل , بعدها أجابتني بالتأكيد على أن ماحدث معي حقيقة !


.

2010/11/08

الأحجية


أنا جدار أبيض يحمل لوحات لآخرين
أنا جميل بلوحاتي و الرسومات
كل ما أحمله جميل . و لكن لست أنا الأجمل ..
كل ما فيني مزيّف , كل مافيني مقتبس !

أنا جدار أبيض يحمل لوحات لآخرين , و لست أنا اللوحة
فمن أنا ؟

ألعاب

ربينا سوا عند الباب ..
عم نتجوز بالألعاب
و لما كبرنا , كبر الهوى
صارت قلوبنا عم تنكوى


دخلك يا هوى ..
إيمتى نصير الألعاب ؟